
الاخ ظافر المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توجد روايات كثيرة في الجواز والاستحباب, منها: ما ورد في خبر أبي عمارة المنشد عن أبي عبد الله(عليه السلام) في حديث: (ومن أنشد في الحسين(عليه السلام) شعراً فبكى فله الجنّة، ومن أنشد في الحسين شعراً فتباكى فله الجنّة)(1).
ومنها خبر صالح بن عقبة، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: (من أنشد في الحسين(عليه السلام) بيتاً من شعرٍ فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة، فلم يزل حتى قال: ومن أنشد في الحسين بيتاً فبكى, وأظنّه قال: أو تباكى، فله الجنّة)(2).
وقال ابن طاووس في (اللهوف): ((ورُوي أيضاً عن آل الرسول عليهم السلام, أنهم قالوا: من بكى أو أبكى فينا مائة ضمنّا له على الله الجنّة، ومن بكى أو أبكى خمسين فله الجنّة، ومن بكى أو أبكى ثلاثين فله الجنّة، ومن بكى أو أبكى عشرة فله الجنّة، ومن بكى أو أبكى واحداً فله الجنّة، ومن تباكى فله الجنّة))(3).
والمراد من التباكي: إظهار البكاء باستشعار الحزن في القلب وحثّ النفس على البكاء، أو فعل: تكلّف البكاء، وليكن ذلك بدافع التقرّب إلى الله جلّ وعلا ليكون عبادة.
والتباكي هنا كالتباكي من خشية الله, على ما في وصية النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأبي ذرّ: (يا أبا ذرّ! ومن أُوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيقٌ أن يكون أُوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به - إلى أن قال: - يا أبا ذرّ! من استطاع أن يبكي قلبه فليبكِ، ومن لم يستطع فليُشعر قلبه الحزن وليتباك. يا أبا ذرّ, إنّ القلب القاسي بعيدٌ من الله, ولكن لا تشعرون)(4).
ودمتم في رعاية الله